أداء ضخم لموسيقى أصيلة عُزٍفت على آلات مكسورة، مهجورة وبالية، جُمعَت من جميع أرجاء المدينة
في مدينة مليئة بالأصوات، اللغات، والألحان – يبدو التناغم شبه مستحيل. في مدينة مليئة بالتوترات، بالمعارك والبكاء – السمفونية تكاد أن تكون معجزة. في مدينة تجمع بين الروحانية والمادية، الكسر والإلتئام، المحطم والمرمّم – الجميع يطمح نحو الكمال.
"دوزنة"، أداء ضخم لموسيقى أصيلة عُزِفت على آلات مكسورة، مهجورة وبالية، جُمعَت من جميع أرجاء المدينة، لقد حاولنا أن نُشفي قلب مدينتنا، وخلقنا تناغما موسيقيا ساحرا بمساعدة هذه الآلات المكسورة والتي كان نتاجها لحنٌ جديد بالكامل تقشعرّ له الأبدان.
في ليلة جليلة مليئة بالروعة والبهجة، ملأنا قلب القدس بتناغم موسيقي ساحر نبع من هذه الآلات المكسورة. تحت قبة السماء وعلى مسرح ضخم بزاوية رؤية 360° عزف حوالي المئة عازف وعازفة هواة ومحترفون، صغار وكبار، زوار ومحلييون على آلات موسيقية لا يعمل بها كل شيئ على ما يرام ولا تنسجم مع بعضها البعض للوهلة الأولى. آلات من شرق المدينة وغربها عيوبها وكسورها تمييزها بشكل لافت، لكنها بالتأكيد شهدت أياما أفضل من أيامنا الحالية.
إن الآلات الموسيقية التي شاركت في العرض تم جمعها من أرجاء المدينة خلال العام الماضي. كل واحدة منها مع الجرح والكسر الذي تركه صاحبها عليها. لقد استمعنا لهذه الآلات بآذانٍ متعاطفة، نفضنا الغبار عنها وأظهرنا جمالها الداخلي، وقمنا بكتابة ألحانا موسيقية خصيصا لها أظهرت السحر الكامن بها والذي سرقه منها الزمن. ومن ثم عرضنا هذه الآلات على العازفين وتوجهنا إلى ثلاثة ملحنين محليين – مايا دونيتز، نزار الخاطر ودودو تاسا – وذلك من أجل خلق قطعة فنية موسيقية كاملة. بعد ذلك قام توم كوهين وبمشاركة فرقة أوركسترا القدس - الشرق والغرب (المعروفة سابقا بإسم الأوركسترا الأندلسية في القدس) بأخذ هذه الألحان وتحويلها لاحتفال موسيقي مميز، مؤثر وفريد من نوعه قادر على علاج ما خلفته الكسور والتصدعات.
دوزنة هو احتفال تكريم للقدس، بكل ما فيها من صدوع وشقوق، إنه أغنية مديح لهذه الأرض الطاهرة، لكل ما هو كامل ومتناغم فيها. إنه بمثابة اقتراح لها بأن تكون مصدرا مستمرا لوئام مهيب وانسجام متكامل على جميع الأصعدة وذلك ليس لليلة واحدة فقط ، ولكنه يجب أن يكون روتينا مستمرا ضمن طبيعتها.
"دوزنة" مستوحاة من المشروع والحفل الموسيقي " سيمفونيّة الأوركسترا المكسورة " التي تم انشاؤها بتكليف من معهد الفن المعاصر ( Temple Contemporary ) في جامعة تمبل، الولايات المتحدة الأمريكية. وبدعمٍ كامل من مركز بيو للفنون والتراث، فلاديلفيا ( The Pew Center for Arts & Heritage ) .